القضاء الفرنسي حكم بالسجن 30 عاما على شقيق منفذ هجوم تولوز محمد المراح
أصدرت محكمة الجنايات الخاصة في باريس، حكمًا بالسجن ثلاثين عامًا على عبد القادر مراح بعدما دانته، خلافًا لمحكمة البداية، بالتواطؤ مع شقيقه محمد مراح في قتل سبعة أشخاص في آذار 2012.
ويشكّل هذا القرار الّذي اتّخذ بعد مداولات استمّرت اثنتي عشرة ساعة، نصرًا لفريق الإدعاء الّذي لم يحصل على طلبه إصدار حكم بالسجن مدى الحياة، لكنّه انتزع الاتهام بـ”التواطؤ” مع الجرائم الّتي ارتكبها المواطن المتحدّر من مدينة تولوز بجنوب غرب فرنسا. وكان الرهان الرئيسي في مرحلة الاستئناف هذه يكمن في تحديد الدور المحدّد الّذي قام به عبد قادر المراح قبل جرائم القتل الّتي نفذها شقيقه منفردًا بين 11 و19 آذار 2012.
في هذا الإطار، لفتت المحكمة في حكمها إلى أنّ “عبد القادر مراح كان مسؤولًا عن سرقة دراجة نارية استخدمها شقيقه في الاغتيالات الّتي نفذها وهو كان “شريكا” له في الجرائم”. وركّزت على أنّ “بوضعه دراجة نارية بتصرّف محمد مراح، قدّم مساعدته للإعداد للأعمال الإجرامية لشقيقه”، موضحةً أنّ عبد القادر مراح “كان على علم تام بخططه الإجرامية”.
وبيّنت أنّ “عبد القادر مراح اعترف بأنّ شقيقه أسرّ له عند عودته من المنطقة القبلية في باكستان في نهاية 2011، بأنّه مستعدّ لرفع الراية، وهي عبارة لا تترك مجالًا للشكّ في تصميم محمد مراح”، مشيرةً إلى أنّ “الفخر الّذي عبّر عنه منذ توقيفه بأفعال شقيقه وعدم تعبيره عن الندم خلال التحقيق والمحاكمة، دفعا المحكمة إلى إصدار عقوبة قاسية”.
من جهته، سأل محامي المتهم الرئيسي إريك دوبون موريتي: “كيف يمكن الحكم بالسجن ثلاثين عامًا على شخص متّهم بالتواطؤ حتّى في أكثر الارتكابات فظاعة؟ هذا الحكم فاجأ جميع المحترفين في القضاء”، لافتًا إلى أنّ “بالتأكيد سنطعن في الحكم”.
مع الإشارة إلى أنّ “قبل سبع سنوات، قتل مراح القادم من تولوز، ثلاثة عسكريين -عماد بن زياتن وابيل شنوف ومحمد لوغواد- ومدرسًا وثلاثة أطفال يهود -جوناثان ساندلر وولداه أرييه وغابرييل ومريم مونسونيغو-، قبل أن تقتله الشرطة بعد حصار دام 32 ساعة.