مراسلون

18 فيفري.. محطة لاستذكار جرائم فرنسا الاستعمارية

يحيي الجزائريون، بتاريخ 18 فيفري من كل عام ذكرى اليوم الوطني للشهيد، وفاء لشهدائنا الأبرار واستذكارا لتضحياتهم الجسيمة التي قدّموها بالنّفس والنّفيس في سبيل استرجاع حرية ملايين الجزائريين وتخليص العباد والبلاد من بطش ووحشية الاستعمار الفرنسي.

عاث الفرنسيون فسادا في الجزائر خلال الفترة الاستعمارية التي دامت 132 سنة، مارس فيها الاحتلال الفرنسي كل أساليب القتل والتنكيل وارتكب مجازر مريعة في حق مواطنين عزل، ولم تشفع براءة أطفال ولا ضعف نساء وشيوخ أمام ضباط وجنود تلذذوا باقتراف أبشع جرائم الإبادة على أرض الجزائر الطاهرة.

واستعان الاستدمار الفرنسي بكل الوسائل المحظورة والممنوعة دوليا، خلال حربه الإجرامية ضد الجزائريين، قبل أن ينتفض ضده أحرار و”فحلات” الجزائر ويخوضوا ثورة تحريرية، أضحت رمزا لثوار العالم، مخلّفة ارتقاء مليون ونصف مليون شهيد، في سبيل الحرية، فما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بمثلها.

كما ارتبط شهر فيفري بأحداث أليمة، حيث اقترفت فرنسا الاستعمارية واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية، تمثلت في التفجيرات النووية سطحية برقان بتاريخ 13 فيفري 1960، إلى جانب الإبادة الجماعية بساقية سيدي يوسف يوم 8 فيفري 1958.

وفي فيفري 1959، أنشأت فرنسا مناطق محرمة وأقامت أسلاكا شائكة مكهربة وزرعت ملايين الألغام المضادة للأفراد، من خلال دخول مخطط “موريس شال” (القائد الأعلى لجيش المستعمر الفرنسي بالجزائر) حيز التنفيذ.

وسيشهد إحياء اليوم الوطني للشهيد هذا العام، مشاركة أفراد الجالية الوطنية بفرنسا في تنظيم تظاهرات وأنشطة مختلفة، احتفاء بهذه الذكرى العظيمة، وذلك استجابة لدعوة الحركة الديناميكية للجزائريين بفرنسا (موداف)، التي اعتبرت أن “يوم الشهيد هو جسر بين الماضي والحاضر ولحظة انتقال بين الأجيال”.

وفي رسالة وجهها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى الشعب الجزائري بهذه المناسبة التاريخية، أكد أن توجه البلاد نحو استحقاق نهضوي إستراتيجي هو “أنبل التحديات الجامعة المحفزة للإرادات، وأصعب الرهانات التي يتطلع الجزائريات والجزائريون إلى كسبها، وهو أصدق ما يعبر عن الوفاء لشهدائنا الأبرار.. “.

وتطالب الجزائر فرنسا باعتراف رسمي عن “الجرائم” التي ارتكبتها أثناء استعمار بلادها، وإعادة الأرشيف الجزائري وممتلكات أخرى نهبتها، خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى جماجم لمقاومين جزائريين تحتفظ بها.

كما تطالب الجزائر فرنسا بتقديم معلومات حول التجارب النووية الفرنسية التي أجريت بالصحراء الجزائرية، وتطهير المواقع الملوثة بالإشعاعات النووية جراء هذه التجارب.

بينما ترفض فرنسا الاعتذار بشكل صريح عن جرائمها خلال استعمار الجزائر، وتتحجج بقيود قانونية لمنع إعادة بعض ما نهبته من الجزائر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى