الاتحاد العام للصحافيين العرب دعا لتكوين لجنة تحقيق دولية لتقصي الحقائق بالجرائم التي اقترفها اسرائيل ضد الصحافيين

جدد الاتحاد العام للصحافيين العرب بعد اجتماع في مدينة العيون المغربية، بضيافة المجلس الوطني للصحافة “التأكيد على مواقفه الثابتة تجاه قضايا الأمة العربية العادلة، و في مقدمتها القضية الفلسطينية التي تتعرض في الظروف الراهنة إلى أخطر التهديدات الهادفة إلى قبر هذه القضية العادلة، والمطالب المشروعة المرتبطة بها”، مجددا “التنديد بجرائم الحرب والإبادة والتطهير التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة كما في الضفة الغربية كما في لبنان وسوريا واليمن، منذ أكثر من سنتين بمساندة ومباركة ودعم من قوى عظمى، وبعجز غير مسبوق من المجتمع الدولي”.
واشار في البيان الختامي الى أن “هذه الجرائم خلفت لحد الآن أكثر من سبعين ألف شهيد وآلاف من الشهداء الآخرين تحت الأنقاض ومئات الآلاف من الجرحى والمعطوبين وتدمير شامل لجميع مظاهر الحياة في غزة وفي لبنان وسوريا”، مؤكدا ان “الاحتلال الإسرائيلي تعمد استهداف الصحافيين ووسائل الإعلام، حيث استهدف عن تعمد وتخطيط قتل أكثر من 250 صحافي وصحافية في غزة وأكثر من 12 صحافيا في لبنان وفي سوريا، بما يمثل جريمة غير مسبوقة في تاريخ النزاعات في العالم، وأصر على منع دخول الصحافيين الأجانب، و بذلك منع وجود شهود مباشرين على فظاعة الجرائم التي إرتكبها ضد الشعب الفلسطيني”.
ودعا الاتحاد “المنظمات المهنية الدولية التي أثقلت مسامعنا طوال عقود من الزمان بشعارات الدفاع على حرية الصحافة والتعبير وعلى حماية حياة الصحافيين من جميع الأخطار والتهديدات وصيانة كرامة الصحافيين واحترام المهمات النبيلة التي يؤدونها، إلى تكوين لجنة تحقيق دولية لتقصي الحقائق الكاملة في الجرائم التي اقترفها الاحتلال ضد الصحافيين ووسائل الإعلام، وتقديم شكوى رسمية أمام المحكمة الجنائية الدولية لضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب”.
في هذا السياق، اعلن الاتحاد العام للصحافيين العرب أنه “بصدد بلورة مبادرة عربية لتجسيد دعم فعلي وحقيقي للزملاء الصحافيين الفلسطينيين في غزة”، لافتا الى ان تتقدم هذه المبادرة زيارة وفد قيادي من الاتحاد إلى غزة للقاء بالزملاء الصحافيين و بأسر الشهداء منهم”.
واكد الاتحاد العام للصحافيين العرب “أهمية الاتفاق على وقف الحرب ضد الشعب الفلسطيني بما يضمن وضع حد للجرائم المقترفة وإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين وإنهاء فوري للحصار الجائر ضد الشعب الفلسطيني خصوصا في غزة، فإنه يلح في المطالبة للدول الراعية لهذا الاتفاق ودول الوساطات إلى إجبار الاحتلال الإسرائيلي على الامتثال لبنود هذا الاتفاق بما في ذلك وضع حد نهائي للحصار وللاعتداءات الإسرائيلية ضد غزة ولبنان وسوريا واليمن، والشروع فورا في إنجاز برامج إعادة إعمار غزة و من ثمة الاعتراف الفوري بقيام دولة فلسطينية بعاصمتها القدس”.
ومن جهة أخرى، اكد الاتحاد أن “استمرار الفتن والحروب والنزاعات داخل بعض الأقطار العربية يندرج في عمق المشروع الصهيوني، لذلك يدعو الجهات المتنازعة في بعض البلدان العربية إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية في هذه الظروف الدقيقة التي تجتازها الأمة العربية والإسراع بتسوية خلافاتها بالحوار على أساس الشرعية واستقلالية القرار الوطني ورفض جميع أشكال التدخلات الخارجية”، مجددا “تضامنه المطلق مع جميع الزملاء الصحافيين العرب في مناطق النزاع خصوصا في السودان واليمن ولبنان”.
في سياق اخر، جدد “مواقفه الثابتة فيما يتعلق بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية”، مؤكدا “حق الشعب المغربي المطلق في وحدته الترابية في مواجهة مؤامرات الانفصال التي تقودها وتمولها جهة خارجية”، معتبرا أن “مشروع الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب الإطار الوحيد لضمان تسوية عادلة ونهائية لهذا النزاع المفتعل”.
و من جهة أخرى، نبه الاتحاد إلى “خطورة تردي أوضاع حرية الصحافة في كثير من البلدان العربية من خلال استهداف الصحافيين ومؤسسات إعلامية والتضييق على العمل الصحافي بما لذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل الصحافة والإعلام في البلدان العربية”، داعيا إلى “تطوير قوانين الصحافة والنشر في البلدان العربية وتطوير الكفاءات من خلال التكوين المستمر وتملك مهارات مواجهة التحديات التي تطرحها التحولات التكنولوجية الهائلة الحاصلة في قطاع الصحافة و الإعلام”.
يشار الى ان الأمين المساعد للاتحاد نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي مثل لبنان في هذا الاجتماع الذي كانت له مداخلة تناولت التحديات التي تواجه الصحافة والاعلام العربي في غمرة التحولات الكبيرة التي طالت المهنة، والمجازر الإسرائيلية التي استهدفت الصحافيين والاعلاميين في غزة ولبنان، وعلاقة إتحاد الصحافيين العرب بالاتحاد الدولي للصحافيين وما يشوبها من ملابسات.




