مشروعي القرن في الجزائر … منجم غار جبيلات ومشروع الفوسفات المدمج … بين الواقع و الخيال …
الرئيس ضحية تقارير مغلوطة تدعوه للتفاؤل و التفاخر لكن الواقع شيئ اخر ... للاسف ...
مشروعي القرن في الجزائر … منجم غار جبيلات ومشروع الفوسفات المدمج بين الواقع و الخيال …
أسرّت مصادر مطلعة و على دراية بملفي إنجاز منجم غار جبيلات تندوف و مشروع االفوسفات المدمج بولاية تبسة أن النبرة التفاؤلية لبيان مجلس الوزراء بتاريخ 22 ماي 2024 بخصوص حالة “تقدم” الاشغال في المشروعين فيها كثيرا من المبالغة و التغليط الفاضح …
وجاء في البيان المذكور أنه “بخصوص مدى تقدم مشروع منجم غار -جبيلات وخط السكة الحديدية المنجمية (بشار ـ تندوف ـ غارا -جبيلات):
” ثمّن السيد الرئيس المجهودات المبذولة في الميدان وتسجيل تقدّم مُرضٍ في تجسيد مشروع منجم غارا –جبيلات، مع تجاوز مرحلة اختيار الأرضية لإقامة مصنع وحدة معالجة خام الحديد في ولاية بشار، وانطلاق أشغال مصنع آخر لتحويل خام الحديد بغار –جبيلات، ومواصلة أشغال وحدة المعالجة الأولية في تندوف التي انطلقت في 2023.”
بالنسبة لمشروع منجم الفوسفات ببلاد الحدبة وخط السكة الحديدية (بلاد الحدبة ـ واد الكبريت ـ ميناء عنابة )
“عبّر السيد الرئيس عن ارتياحه لوتيرة الأشغال، التي تجري بدون توقف، مما يسمح بتسليم المشروع في آجاله ودخوله حيّز الاستغلال.”
وفي تقدير المصدر المطلع هذه مبالغة تفسر احتمالين :
1-أن رئيس الجمهورية يولي أهمية قصوى للمشروعين الإستراتيجيين وأن الجهات المكلفة بمتابعة الإنجاز تزوده بتقارير مضللة ومغلوطة حول حالة تقدم الأشغال
2- أن لوبي متنفذ له مصلحة مالية كبيرة في المشروعين يسعى لتحصيل عمولات ضخمة ويريد تسريع الأمور في هذا الاتجاه حيث أن الواقع و الميدان لا يؤكد التقييم التفاؤلي الذي ذهب إليه بيان مجلس الوزراء وعلى لسان رئيس الجمهورية .
بخصوص مشروع إستغلال منجم غار جبيلات :
ترى المصادر المذكورة أن هناك حاجة ملحة لفتح تحقيق معمق من قبل المصالح المختصة للوقوف على الواقع المر الذي يجهله رئيس الجمهورية بخصوص تفاصيل المشروعين من بينها
– اختيار الشريك الصيني وهي شركة صغيرة خاصة تلعب الدور الأساسي ضمن مجمع الشركات الصينية التي وقعت على عقد شراكة مع الجزائر لإنجاز المشروع وما هي الأسباب التي جعلت الجزائر تقوم لوحدها بتمويل المشروع .
– سبب لجوء وزير الأشغال العمومية السيد لخضر رخروخ إلى الشركة الصينية سي أر سي سي لإنجاز خط السكة الحديدية من غار جبيلات إلى بشار بطول يقارب الألف كلم في أجل تعاقدي قدره 36 شهرا في حين أنها أمضت 11 سنة في مشروع الربط ب 100 كلم بين بجاية والطريق السيار شرق غرب ولم تنجزه حتى الآن .
علما و انه لم يسبق لهذه الشركة الصينية أن عملت في إنجاز السكك الحديدية في الجزائر وكل المشاريع التي أوكلت إليها مع كوسيدار عرفت تاخرا كبيرا يزيد عن الخمس سنوات في كثير من الأحوال إن لم يكن أكثر .
-لابد من التذكير أنه في 30 جويلية 2022 ،“إفتتح“وزير الطاقة والمناجم ،محمد عرقاب، منجم غارجبيلات وهو ما حير الاختصاصيين عن معنى ” افتتاح ” المنجم وإن كان ذلك بداية الإنجاز للمشروع العملاق او بداية الاشغال ام بداية الدراسة وإن كانت كل المراحل التحضيرية للإنجاز قد أستكملت فعلا ؟؟؟
– بيان مجلس الوزراء المنعقد يوم 08 ماي 2022ِ أوصى بأن تنفيذ المشروع الاستراتيجي لمنجم غار جبيلات يجب أن يكون “ضمن مقاربة مدمجة، بشكل تكاملي مع مختلف المشاريع الصناعية والبنى التحتية المرتبطة به، في إطار أجندة زمنية محددة” مع التشديد على “الأهمية الاستراتيجية للمشروع فيما يتعلق بعمليات الإنتاج و التصدير و تقليل الاعتماد على استيراد المواد الأولية .
هل تم الإنتهاء من كل الدراسات وتدبير التمويل والجهة المكلفة ببدء الإنجاز حتى يعلن “إفتتاح” المنجم ؟؟؟
– مشروع غارجبيلات كان موضوع مذكرة تفاهم تم التوقيع عليها في 30 مارس 2021 مع ائتلاف شركات صينية مشكل من مؤسسات “سي دابليو اي” “ام سي سي” و”هايداي سولار”والتي نصت على ” القيام بالدراسات والاعمال التي سيجريها الطرفان بغرض اطلاق مشروع تطوير رواسب خام الحديد في غار جبيلات:
ليبقى السؤال المهم و الاهم أين وصلت الدراسات ؟؟؟
و هل اكتملت لتبدأ مرحلة الإنجاز ويقوم الوزير عرقاب بافتتاح المنجم ؟؟؟
المعطيات المتوفرة و حسب خبراء القطاع الذين تواصلوا مع فلاش نيوز تشير إلى أن الشركات المشكلة للائتلاف المشار إليه لا تملك الكفاءة و الخبرة في تسيير مثل هكذا مشاريع وليس لديها القدرة على تمويل مشاريع ضخمة مثل مشروع منجم غار جبيلات .
وما يثير الفضول ويحيط المشروع كله بالريبة هو لماذا وقع الاختيار على هذه الشركة الخاصة /هايداي سولار/ لتكون هي محور الائتلاف ويلعب مديرها العام ومالك الشركة السيد /لي / دور العراب والوسيط بين أصحاب القرار في وزارة الطاقة والشركات الصينية .
لابد أن يعرف الرئيس و الرأي العام أن هذه الشركة هي شركة خاصة (و المتعارف عليه ان التعامل مع الصين لا يتم عن طريق الخواص)
هذه الشركة يملكها المسمى /لي/ والذي تحول (مثله مثل السيدة ماتيلد) لدي سيتيك وسي أس أو سي من مترجم إلى مالك شركة بفضل عمولات ضخمة كان قد حصل عليها في صفقة تقدر 350 مليون دولار عندما كان مدير مجمع سونلغاز المقال شهار بولخراص مديرا فرعيا لنفس المجمع المكلف بالطاقة الشمسية .
وبفضل هذه العلاقة المشبوهة مع مدير مجمع سونلغاز السابق ووزير الطاقة والمناجم الحالي السيد محمد عرقاب أصبح السيد لي صاحب شركة/واجهة تسمى هايداي سولار فتحت لها فروعا في إسبانيا وهونغ كونغ ودبي وبريطانيا بالإضافة الى الجزائر وهي فروع استحدثت فقط لتسهيل تحصيل العمولات عن الصفقات في قطاع الطاقة والمناجم الجزائري .
وتؤكد معلومات وصلتنا أن السيد /لي/ أصبح الوسيط الفعلي مع الشركات الصينية وأصبح يحصل عمولات مزدوجة من الشركات الصينية نظير تسهيل حصولها على صفقات غالبا ما تتم في العتمة.
بخصوص مشروع الفوسفات المدمج :
هناك حاجة لفتح تحقيق معمق لمعرفة ما إذا كان هذا المشروع يسير في الإتجاه الصحيح .
وعلى الرغم من النبرة التفاؤلية لرئيس الجمهورية تسود تساؤلات حول التأخر في البدء في إنجاز مشروع الفوسفات المدمج والإصرار على شركاء صينيين لا يتوفرون على المؤهلات اللازمة لإنجاز هذا المشروع الضخم علاوة على كونهم شركاء لإسرائيل في إنتاج وتحويل الفوسفات. التحقيقات المنتظرة ستوضح إن كان هذا الإصرار عملية تلغيم مقصودة للمشروع بغرض حمل الدولة على العدول على تأخير إنجاز المشروع تفاديا لشبهة التعامل مع أطراف تتشارك مع إسرائيل وريثما تجد شريكا جديدا.المعلومات المتوفرة تشير إلى أن المتعاملين الصينيين موضع الشبهة قد اخلوا بالتزاماتهم التعاقدية وأعلنا عدم القدرة على توفير التمويل اللازم للمشروع .
ولا بد أن تجيب التحقيقات المنتظرة عن تساؤل ملح حول مدى إستفادة المملكة المغربية من إجهاض المشروع وإن كانت عملية تلغيم المشروع تمت بتواطؤ من أطراف جزائرية وهو ما يرقى إلى درجة الخيانة العظمى
وينتظر من التحقيق الإجابة عن سبب إخلال طرف التعامل الصيني عن التزاماته وإعلانه عن عجزه ضمان تمويل المشروع كما وعد وما دور وزير الأشغال العمومية في منح صفقة توسعة ميناء عنابة بالتراضي بمبلغ وصل الى 662 مليون دولار أي ضعف التكلفة الحقيقية حيث أن الشركة الأولى التي حصلت على المشروع في 2019 /2018 قد عرضت إنجاز المشروع ب 300 مليون دولار. وكان ذلك عرضا استثماريا ضمن صفقة اجمالية لإنجاز كل مشروع الفوسفات المدمج بكل مراحله. وقد سبق أن تحدثنا عن الموضوع وأشرنا أنه بتكلفة إجمالية لا تتجاوز تسع مليارات دولار على أن يسلم المشروع في ظرف سنتين . ويشمل المشروع المصنع والسكك الحديدية والميناء المخصص للتصدير . الجدول المرفق يبين مدى تلاعب السيد رخروخ في تقدير تكلفة المشروع لتثبيته على الشركة التي يريدها هو .وقد يفتح التحقيق حول تورط وزير الاشغال العمومية في ملف آخر يخص شركة رزاني الإيطالية التي أوكل إليها إنجاز مشروع الطريق جيجل /العلمة وكذا ممتلكاته في الخارج خاصة في فرنسا وإسبانيا والبرتغال.
للتذكير كان المدير العام السابق لمجمع سوناطراك ، توفيق حكار ، كشف خلال زيارته في ماي من السنة الماضية إلى الصين وأنه مصر على التعامل مع /يونان تيات آن كيميكال كو التيدي/
Yunnan TIAN’AN Chemical Co. Ltd
التي ترتبط بعلاقة شراكة مع الشركة الإسرائيلية للكيماويات /إسرائيل شيميكالز رغم أن ذلك سيكون بمثابة تمكين للكيان الصهيوني من التغلغل في الإقتصاد الجزائري عبر قطاع المناجم الحيوي بما يتعارض وسياسة البلاد المناهضة للتطبيع ويشكل إختراقا أمنيا خطيرا في الوقت الذي تسعى فيه البلاد إلى تحصين أمنها القومي ومواجهة المخاطر المستجدة بفعل التحالف المغربي الصهيوني.
هذا الإصرار كشف عنه نص بيان مجمع سوناطراك حول زيارة “العمل ” التي قام بها توفيق حكار إلى جمهورية الصين الشعبية، خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 18 ماي 2023، مرفوقا بوفد من إطارات المجمع وشركة أسمدال، إحدى فروع سوناطراك، و كذا مجمع مناجم الجزائر..
وحسب البيان فإن الزيارة “تدخل في إطار تطوير مشروع الفوسفات المدمج التي تشرف عليه الشركة الجزائرية الصينية للأسمدة ACFC, التي أنشأت بتاريخ 22 مارس 2022 بين المجمعين الجزائريين أسمدال و مناجم الجزائر و الشركتين الصينيتين “ووهوان” و”تيان آن “، و التي تهدف لاستغلال منجم الفوسفات في بلاد الحدبة بمنطقة جبل العنق ولاية تبسة، والتحويل الكيميائي للفوسفات والغاز الطبيعي وصناعة الأسمدة الفوسفاتية و الآزوتية ومواد كيميائية بوادي الكبريت ولاية سوق أهراس
-لكن الهدف الرئيسي من الزيارة كان إجراء إتصالات مع أطراف صينية لتمويل المشروع إذ جرت إجتماعات مع مسؤولي الشركة الصينية الوطنية المحدودة للهندسة الكيميائية
ولم تمضي سنة على هذه الزيارة ليتبين أن الشركات المتعاقدة تنصلت من إلتزاماتها وأعلنت عدم قدرتها على ضمان التمويل .فما هو التفسير لهذا الإفراط في التفاؤل الذي جاء به بيان مجلس الوزراء ليوم الأربعاء 22 مايو 2024؟