“القصبة قد تنهار في أقل من 10 سنوات إذا لم ترمم بناياتها”
تتساءل العائلات القاطنة بمختلف أحياء القصبة عن سبب استمرار إقصاء البنايات والدويرات من أشغال التهيئة، رغم أنها تعتبر هي الأخرى من الإرث التاريخي الذي يتطلب الحفاظ عليه، شأن ما تم ترميمه من أشغال شملت العديد من القصور والمساجد العتيقة بها، معتبرين بعض المباني خطرا حقيقيا على السكان والمارة والزوار على وجه الخصوص، لاسيما أن المنطقة تعرف توافدا كبيرا للسياح، القادمين إليها من مختلف الدول، بحثا عن خبايا هذه المدينة العريقة بأزقتها الملتوية وهندستها الفريدة بمحلات متنوعة النشاطات والحرف العتيقة.
لم تعن الاحتفالات باليوم الوطني للقصبة الموافق لـ23 من فيفري، لسكانها أي شيء، في ظل استمرار التجاهل أو التماطل الحاصل في عمليات الترميم التي لا تزال تقصي الدويرات والمباني عكس القصور والمساجد التي أخذت حصة الأسد من مخطط التهيئة لمدينة تاريخية تحارب قساوة الطبيعة والزمن من أجل الصمود لسنوات أخرى، وتعالت أصوات السكان من جديد إلى ضرورة إنقاذ القصبة التي تنهار ما بين أعينهم كل يوم، في ظل المستقبل الغامض لها، فلا مخطط ظاهر ولا حتى مباشرة أشغال تهيئة أي مبنى يتم ترحيل سكانه رغم عمليات الترحيل المستمرة التي تعرفها القصبة، بل يتم غلق كل منافذ المساكن بالإسمنت والآجر، ولنا أن نتخيل مستقبل المدينة التاريخية إذا ما تم السير على المنوال نفسه، حيث تكهن السكان بزوال مبانيها ودويراتها في أقل من 10 سنوات قادمة، إذا لم تؤخذ حالتها بجدية.
وتساءل أحد أبناء المنطقة، عن سبب إقصاء البنايات من عمليات التهيئة، رغم أن عدد كبير منها فارغ ورحل سكانها منذ مدة، في حين اختيرت القصور والمساجد العتيقة في مشاريع الترميم الكبرى، متحدثا عن مشكل آخر أصبح لصيقا بالقصبة، وهو الذي ستكون له عواقب سلبية وصداع آخر للسلطات مع لجوء بعض العائلات إلى كراء السكنات بالمنطقة، نية منهم الحصول على مسكن جديد من خلال إدراجهم في قوائم الترحيل بعدما يلجؤون إلى هدمه بأيديهم، وهو ما يشكّل ظاهرة سلبية أخرى تعاني منها المدينة العريقة التي تنهار يوما بعد يوم، أمام أعين الكل، والغريب، أن البنايات التي شيّدت بالقصبة من طرف المستعمر الفرنسي عرفت مشاريع تهيئة وترميمات مكثّفة -يؤكد المتحدث- على عكس تلك المتواجدة بقلب المدينة ورغم أنها مغلقة بعد ترحيل قاطنيها، بعضها يوفق 10 سنوات أو 15 سنة، كحي بئر جباح الذي يعتبر رئة القصبة، لم يعرف أي عملية ترميم، مضيفا أنه قد حان الوقت من أجل تحريك الملف الذي لا يمكن له أن يسير إلا بإشراك أبناء المنطقة من لجان أحياء وتنسيقيات وجمعيات فاعلة، لإيجاد الحلول اللازمة.