صفقة القرن.. دولة فلسطينية بلا سيادة وأبوديس عاصمة
واجتمع كوشنر وغرينبلات مع نتنياهو اليوم الجمعة في تل أبيب المحطة الأخيرة في جولة قادتهما إلى كل من الأردن والسعودية ومصر وقطر، وتتحدث واشنطن عن خطة سلام، في حين يؤكد الفلسطينيون أنها مخطط لتصفية قضيتهم.
وأفاد مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام بأن الاجتماع انتهى دون أن يصدر -كما جرت العادة- بيان رسمي يوضح ما هي النقاط الأساسية التي طرحت، مشيرا إلى تكتم إعلامي واضح ومقصود على اللقاءات المتتالية للوفد الأميركي.
لكنه قال إن من الواضح أن الوفد الأميركي طرح على الجانب الإسرائيلي معالم خطة ما باتت تعرف بصفقة القرن التي طرحها مستشار الرئيس دونالد ترامب على قادة المنطقة خلال جولتهما التي استثنت السلطة الفلسطينية.
وأضاف المراسل أن معالم الصفقة تتضح شيئا فشيئا، وهو ما يؤكد الهواجس الفلسطينية منها، كما أن ذلك هو ما دفع الجانب الفلسطيني إلى مقاطعة الوفد الأميركي وعدم الالتقاء به. وحين قرر الرئيس الأميركي نهاية العام الماضي نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة، أعلنت القيادة الفلسطينية أن واشنطن لم تعد وسيطا في عملية السلام، ورفضت لقاء مبعوثين أميركيين بمن فيهم مايك بينس نائب الرئيس الأميركي.
يذكر أن مستشاري ترامب زارا في الأيام القليلة الماضية عمان والرياض والقاهرة والدوحة. وفي عمان أكد ملك الأردن عبد الله الثاني لكوشنر وغرينبلات أن أي تسوية يجب أن تكون وفق مبدأ حل الدولتين.
معالم الصفقة
وبالتزامن مع لقاء كوشنر وغرينبلات مع نتنياهو، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عما وصفتها بمعلومات موثوقة بشأن ما قالت إنها صفقة القرن تفيد بأنها تعرض على الفلسطينيين ضاحية “أبو ديس” لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية بدلا من القدس.
وفي مقابل جعل أبو ديس عاصمة للدولة الفلسطينية، تنسحب إسرائيل من ثلاث ضواح شمال وجنوب القدس، في حين تبقى البلدة القديمة تحت سيطرتها الكاملة.
وقالت هآرتس إن واشنطن لن تجبر إسرائيل على الانسحاب من أي مستوطنات حتى النائية منها، ولن تفرض حلا للكتل الاستيطانية الكبرى. وبموجب الخطة نفسها، سيبقى غور الأردن أيضا تحت سيطرة إسرائيل الكاملة، في حين تبقى الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح ومن دون جيش أو أسلحة ثقيلة.
وأشارت الصحيفة إلى قلق الأردن من احتمال منح السعودية موطئ قدم في المسجد الأقصى عبر إشراكها في إدارة شؤونه. وقال مراسل الجزيرة إن ما كشفته صحيفة هآرتس اليوم يعزز هواجس الفلسطينيين من تصفية قضيتهم، ومن السعي لفصل غزة عن الضفة الغربية.
وأشار إلى أن الصفقة التي تعرضها إدارة ترامب لا تعد الفلسطينيين إلا بفتات دولة مقطعة الأوصال ومنقوصة السيادة تتحكم إسرائيل في معابرها وتسيطر على كامل غور الأردن أمنيا، كما أنها لا تعدهم بأي سيطرة على مدينة القدس.