جزائريّة
بشير فريك الوالي الاسبق لولايات جيجل وهران عنابة يروي تفاصيل حياته و مسيرته المهنية …
كتاب والي جمهورية في قلب العواصف
،،
الكتاب عبارة عن مذكرات ابن شهيد صحفي سابق ثم رئيس دائرة فوالي لعدة ولايات عايش مرحلة مهمة من تاريخ الجزائر المستقلة و تحمل مسؤولية الإشراف على اهم ولايتين في الوطن وهران وعنابة وقبلها ولاية جيجل معقل جيش الإنقاذ الذي كان يقوده مدني مزراق .
الوالي الأسبق بشير فريك يسرد شهادته الشخصية وتجربته الثرية التي تسلط الضوء على فترة حاسمة من تاريخ الجزائر السياسي والاجتماعي بمنظور المسؤول الحكومي الذي عايش الأحداث من داخل السلطة و منظومة الحكم.
،،
اولاً: السيرة الذاتية والمهنية:
الكتاب يُعتبر إلى حد كبير سيرة ذاتية، حيث يستعرض بشير فريك تجربته كوالي خلال التسعينيات، وهي فترة اتسمت بالاضطرابات السياسية والصراع الذي عُرف بـ”العشرية السوداء”.
يروي الكاتب تفاصيل رحلته المهنية، منذ بداياته في العمل الإداري وحتى توليه مناصب عليا كوالي في عدة ولايات و يعرض مسار حياته الشخصية وما تعرض له من مواقف و ضغوط أثناء تأدية مهامه.
،،
ثانيا : التحديات السياسية والإدارية حيث يصف الكتاب التحديات التي واجهها كمسؤول في ظل نظام بيروقراطي يعاني من الفساد والمحسوبية اين ركز على العلاقة بين السلطة المركزية والسلطات المحلية، وأثر ذلك على التنمية واتخاذ القرار
،،
ثالثا : العشرية السوداء حيث يقدم الكاتب شهادة مؤثرة عن فترة العنف والإرهاب التي اجتاحت البلاد بما في ذلك التهديدات التي واجهها كمسؤول حكومي و يناقش تعامل الدولة مع الأزمات، ودور الإدارة المحلية في الحفاظ على الاستقرار في ظل التوتر الأمني الخطير .
رابعا : نقد النظام السياسي اين يسلط الكاتب الضوء على العديد من الاختلالات في نظام الحكم، من فساد، وانعدام الشفافية، وضعف المؤسسات اين يدعو إلى إصلاحات عميقة لتحقيق العدالة والتنمية، وهو ما يعكس رؤيته لوطن أكثر استقرارًا وعدلاً .
،،
خامسا : الرسائل والدروس حيث يسعى الكاتب من خلال كتابه إلى إيصال رسائل تتعلق بضرورة التعلم من أخطاء الماضي لبناء جزائر جديدة بما للكلمة من معنى وليس مجرد شعار .
كما يؤكد على أهمية تعزيز الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد، وإشراك المواطن في عملية صنع القرار
،،
أهمية الكتاب من وجهة نظري كقارئ من جهة ومن جهة ثانية كشاهد عيان عاش الفترة التي يرويها الكاتب بصفته مسؤول من المسؤولين البارزين في تلك الفترة و المعنيين مباشرة بصناعة و اتخاذ القرار :
،،
يُعتبر الكتاب وثيقة تاريخية مهمة تسجل شهادات من داخل منظومة الحكم في الجزائر خلال واحدة من أكثر فتراتها اضطرابًا حيث يتيح للقارئ فهمًا أعمق للعلاقة بين السلطة والشعب، ودور المسؤولين في خدمة الدولة.
الكتاب مليء بالتفاصيل الحية والقصص الواقعية التي تجعل منه مصدرًا غنيًا لفهم تاريخ الجزائر المعاصر و عليه انصح طلبة الإعلام والعلوم السياسية بالخصوص و كل الطلبة والباحثين و المثقفين بقراءة الكتاب والاستفادة منه
.
