بن مبارك يُفعل لجنة الانضباط بالولايات

فعّل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم بن مبارك، لجنة الانضباط على مستوى اللجان الانتقالية للمحافظات، مطالبا رؤساءها بإعداد تقرير مفصل حول وضعية الحزب، يكون على مكتبه قبل نهاية شهر سبتمبر الجاري.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد المعارضة الداخلية داخل “الأفلان” بعد التغييرات الأخيرة التي مست رؤساء اللجان الانتقالية، مما يعكس تزايد التوتر داخل صفوف الحزب ويدفع باتجاه البحث عن حلول لضبط الأوضاع الداخلية وإعادة الاستقرار التنظيمي.
وجاء في تعليمة رسمية تحمل رقم 003، مؤرخة في 22 سبتمبر الجاري، موجهة إلى رؤساء اللجان الانتقالية للمحافظات عبر الولايات، أن هذه الخطوة تأتي استنادا إلى توجيهات الأمين العام عبد الكريم بن مبارك، وتهدف إلى تفعيل قواعد الانضباط والالتزام بأحكام القانون الأساسي للحزب، لاسيما المواد من 24 إلى 30، بالإضافة إلى تنفيذ أحكام النظام الداخلي، وتحديدا المادة 37.
وأكدت التعليمة على ضرورة قيام رؤساء اللجان الانتقالية بتنصيب لجان الانضباط في كل محافظة، حيث تتكون هذه اللجان من خمسة أعضاء، يترأسهم عضو من اللجنة المركزية يتم تعيينه من قبل الأمين العام للحزب.
وشددت التعليمة ذاتها، التي اطلعت عليها “الشروق”، على ضرورة إعداد تقرير مفصل حول عملية التنصيب وإرساله مباشرة إلى الأمين العام للاطلاع عليه، وذلك قبل نهاية سبتمبر الجاري.
وحسب مصادر مطلعة على الشأن الداخلي لـ”الأفلان”، فإن هذه التعليمات تأتي في إطار مواجهة الأصوات الرافضة للتغييرات الأخيرة التي أقرها بن مبارك على مستوى اللجان الانتقالية قبل الانتخابات الرئاسية السابقة.
وأثارت تلك التغييرات استياء بعض القيادات الحزبية التي وصفتها بغير المنطقية، معتبرة أن الأشخاص الذين تم تعيينهم لا يملكون الكفاءة اللازمة لتسيير شؤون المحافظات الحزبية.
وكان بن مبارك قد أجرى عملية تنصيب لرؤساء اللجان الانتقالية الجدد في عدد من المحافظات المحورية قبيل الانتخابات الرئاسية، واصفا هذه الخطوة بإعادة ترتيب البيت الداخلي على مستوى القواعد الحزبية.
ومعلوم أن بن مبارك الذي انتخب على رأس “الأفلان” قبل ثمانية أشهر قام بإجراء عدة تغييرات على مستوى الحزب بداية بتجديد القيادة على مستوى المكتب السياسي ومحيطه الضيق بمستشارين ومعاونين، لتليها مباشرة عملية تغيير داخلية شملت رؤساء اللجان الانتقالية للحزب على مستوى المحافظات وذلك قبل الرئاسيات الماضية مباشرة.
وبرر بن مبارك هذه الخطوة بأنها تأتي على خلفية “التقارير التي رفعها المشرفون الذين تم إيفادهم إلى الولايات”، مشددا على “ضرورة لم الشمل والمضي قدما في تعزيز القاعدة النضالية للحزب، من خلال فتح المجال لانخراط كل من يرغب في العودة إلى البيت الكبير”.
هذا، ويستعد الحزب لعقد جمعياته الولائية لانتخاب رؤساء المحافظات وأمناء القسمات الجُدد، وذلك في أول انتخابات داخلية يشهدها الحزب منذ سنة 2010. وتأتي هذه الخطوة استجابة للانتقادات التي طالت القيادة السياسية بعد عملية إعادة الهيكلة التي شملت رؤساء اللجان الانتقالية في مختلف الولايات قبل الانتخابات الرئاسية.