مراسلون

مؤسسات ناشئة تنجح في تطوير برامج معلوماتية لإدارة المدارس!

فرضت العديد من المؤسسات الناشئة في مجال تطوير البرامج المعلوماتية الخاصة بالمؤسسات التعليمة، حضورها القوي مؤخرا بعد إطلاق منصات وابتكار أنظمة “سحابية” تعمل على توفير بيئة إدارية وتعليمية متكاملة للمدارس والأولياء، بهدف تحسين العملية التعليمية في المؤسسات التربوية وتنظيمها ومتابعتها وتقييمها بطريقة دقيقة ومنظمة.
ويرى خبراء في المجال الرقمي، أن هذه التقنيات الجديدة التي شرع في استعمالها من طرف بعض المؤسسات التعليمة بالقطاع الخاص، بمثابة خطوة عملاقة ستمكّن المدارس والمؤسسات بمختلف الأطوار التعليمية في المستقبل القريب من تحسين إدارتها بشكل ملحوظ، كما تمنح أولياء الأمور القدرة على متابعة الأداء الدراسي لأبنائهم بشكل أكثر دقة وسلاسة، وتعزز هذه التطبيقات فرصة التواصل بين كافة أطراف العملية التعليمية، من خلال منصات ذكية تساهم في تحسين التعليم عن بُعد، وتوفير بيئة تعليمية متطورة بالجزائر في حالة تعميميها بجميع المدارس.
وفي سياق الموضوع، كشف مطوّر مواقع إلكترونية، حواش حسان، في تصريح لـ”الشروق” قائلا، إن العديد من المنصات التي أطلقتها مؤسسات خاصة متخصّصة في تطوير البرامج والحلول المعلوماتية، تعمل على تقديم مجموعة شاملة من الخدمات الإلكترونية للمؤسسات التعليمية، سواء كانت خاصة أم عمومية، كما أن هذه الأنظمة تعمل على دمج كافة جوانب التعليم، بداية من تخطيط الدروس وصولا إلى متابعة الأداء وتقييم الطلبة والتواصل مع الأولياء، وتقديم ملاحظات مفصّلة حول طريقة تمدرس أبنائهم، كما توفر خدمات خاصة بالنقل والإطعام من خلال تسجيل مسارات الحافلات وإدارة الوجبات المدرسية بالمؤسسات وغيرها من الخدمات.

مراقبة غيابات التلاميذ رقميا عن طريق “البصمة”
وبحسب ذات المتحدث، تتيح معظم هذه الأنظمة الفرصة لتتبع الغيابات والتأخيرات عن الدروس بدقة من خلال استخدام تقنية البصمة، حيث تعمل أيضا على توفير إشعارات فورية لأولياء الأمور حول حالة أبنائهم، وقبل ذلك، يضيف حواش، فإن المنصات تعمل عن طريق تسجيل بصمات جميع الطلاب والتلاميذ في قاعدة بيانات المدرسة مع معلوماتهم الشخصية كالأسماء، الأقسام، وأرقام الهواتف، ثم يقوم بمعالجة هذه البيانات ويُخزنها، ما يسمح للإدارة بإعداد تقارير دورية عن حضور الطلاب وتقديم معلومات دقيقة لأولياء الأمور.
بالمقابل، كشف المتحدث عن نموذج “بينتال” وهو نظام رقمي يعمل على لتلبية احتياجات المدارس، حيث يتيح للعائلات متابعة أبنائهم من خلال تطبيق خاص، كما يمكن للأمهات من الاطلاع على البرامج الأسبوعية، والأنشطة اللاصفية، والوجبات الغذائية المقدمة، إضافة إلى إمكانية مراقبة الجدول الزمني والحصص الدراسية والفراغات بين الحصص بشكل دقيق، مع تقديم تقارير مفصّلة حول وضعية التلميذ داخل مؤسسته، دون الحاجة إلى الحضور الشخصي للأولياء.
وأضاف حسان حواش، أن المنصة تحتوي على مكتبة إلكترونية تشمل موارد تعليمية متنوعة وروابط مفيدة، بالإضافة إلى بنك الفروض والاختبارات الذي يوفر نماذج متعددة وحلولًا للتقييمات المستمرة، مشيرا إلى أن “بينتال” تعتبر من بين النماذج الناجحة بمجال التعليم بعد اعتمادها من قبل العديد من المؤسسات التعليمية في الجزائر، معظمها مدارس خاصة، مع سعي الكثير من المؤسسات بالقطاع العمومي إلى استخدام هذه الأنظمة المتطورة بصفة عامة، مؤكدا أنها ليست مجرد منصات تعليمية، بل هي تجربة متكاملة تهدف إلى تحسين جودة التعليم وتيسير العمل الإداري للمدارس على حد تعبيره.

“أنظمة سحابية” لتسيير دور القرآن
من جهة أخرى، كشفت مدربة تقنية بشركة متخصّصة في تطوير الأنظمة الذكية لـ”الشروق”، عن إطلاق نظام تعليمي سحابي متكامل، يجمع بين منصة تعليمية شاملة وتطبيق خاص بالهواتف الذكية، تمت تجربته مؤخرا عبر العديد من المؤسسات، منها مدراس القرآن ومراكز التحفيظ، وأشارت المتحدثة أن النظام يعمل على الربط بين مشرفي الحلقات ومدرسيها وطلابها وأولياء الأمور لتسهيل عملية التدريس بشكل منظم ودقيق والارتقاء بحلقات القرآن.
وأردفت محدثتنا قائلة، إن هذه الخطوة تهدف إلى تحويل تجربة التعليم في الجزائر نحو عالم الرقمنة والابتكار، وتسهيل التعليم عن بُعد، من خلال توفير أدوات مرنة ومبتكرة تتيح متابعة الغيابات والتواصل الفعّال بين الإدارة وأولياء التلاميذ سواء بمدارس القرآن أم المؤسسات التعليمية الخاصة والعمومية، كما كشفت ذات المتحدثة عن وجود إقبال كبير من طرف المؤسسات التعليمية على استخدام هذا النظام، من بينها مدارس بالقطاع العمومي التي أبدت اهتماما كبيرا في بتطبيق هذا النظام مستقبلا، ما يعكس الحاجة الملحة لاعتماد الحلول الرقمية في قطاع التعليم، تضيف المتحدثة.

آلات حاسبة “متطورة” لشرح دروس الرياضيات
في سياق آخر، كشف مختص في البرمجيات الحديثة بشركة خاصة للأجهزة الإلكترونية، خلال حديثه لـ”الشروق” عن تزايد الحاجة للتكنولوجيا في تعزيز العملية التعليمية بالجزائر، ولأجل ذلك، تتنافس العديد من المؤسسات بالمجال لإطلاق مجموعة من الحلول المبتكرة التي تهدف إلى مساعدة التلاميذ والأساتذة على حد سواء في فهم الدروس وشرحها بطرق علمية حديثة.
وتتضمن بعض هذه الحلول، بحسب المتحدث، على سبيل المثال، كاميرات متطورة خاصة لإلقاء الدروس عن طريق جهاز العرض الحائطي، التي يمكن استعمالها في حالة وجود اكتظاظ بالأقسام، من خلال ربطها بشاشات ولوحات إلكترونية مبتكرة تحل محل السبورة التقليدية، وهو ما يسمح بتفاعل التلاميذ مع المحتوى والدروس بالقسم.
إلى جانب ذلك، تطرق المتحدث إلى أحدث الابتكارات التي تم تسويقها مؤخرا في الجزائر سواء عبر الصفحات الرسمية للعديد من العلامات التجارية أم بالمحلات، وتتمثل في الآلات الحاسبة “الغرافيكية”، قائلا إنها تُعتبر من بين التقنيات الحديثة في مجال تدريس المواد العلمية، خاصة في شعبة الرياضيات، وتساعد هذه الأجهزة في شرح وفهم الدروس الخاصة بالدوال الرياضية، بحسب ذات المتحدث، مشددا على أهمية اعتماد قطاع التعليم على البرمجيات الحديثة لتسهيل استيعاب التلاميذ وتسهيل مهمة الأساتذة بالأقسام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى