هذه الحلول لتعميم التربية التحضيرية بمدارس الوطن
أفرجت وزارة التربية الوطنية عن “الدليل التطبيقي” لمنهج التربية التحضيرية، إذ حثت في هذا الشأن مديري التربية للولايات عن طريق مفتشي مرحلة التعليم الابتدائي على ضرورة تنفيذ الإجراءات اللازمة لأجل تحقيق الهدف المبتغى وهو تعميم “التربية التحضيرية” عبر جميع مدارس الوطن، من خلال الاعتماد على “نظام التناوب”، شريطة ألا يتجاوز عدد التلاميذ بالفوج التربوي الواحد 25 تلميذا.
ومع اقتراب موعد الدخول المدرسي للموسم المقبل 2024/2025، دخلت الوزارة الوصية من خلال مصالحها المركزية ومديرياتها الولائية في سباق مع الزمن، لأجل إنهاء كل العمليات الإجرائية، وذلك لأجل ضمان دخول مدرسي مستقر ودون احتجاجات.
وبهذا الصدد، أمرت جميع المصالح بضرورة التجند لإنجاح مشروع “تعميم” التربية التحضيرية، من خلال اتباع خطة عمل واضحة ترتكز بالدرجة الأولى على العمل بـ”نظام التناوب”، من خلال تخصيص على سبيل المثال وليس الحصر يومين ونصف في الأسبوع لتدريس الفوج الأول، أي أيام الأحد والثلاثاء وصبيحة يوم الخميس، على أن يتم تخصيص أيضا يومين ونصف لفائدة الفوج التربوي الثاني، ويكون ذلك أيام الاثنين والأربعاء وأمسية الخميس، لأجل تمكين كافة أولياء الأمور من افتكاك مقعد بيداغوجي لأبنائهم، بعيدا عن المحسوبية و”المعريفة”.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أبرزت مصادر “الشروق” أن مديري المدارس الابتدائية قد تلقوا تعليمات تحثهم على ضرورة تجسيد نفس “الدليل التطبيقي” بحذافيره على أرض الواقع، من خلال الالتزام بالترتيبات التطبيقية الواردة فيه، عن طريق تسقيف التلاميذ إلى حد ما، حيث لا يتعدى عددهم بكل فوج تربوي 25 تلميذا، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل مدرسة، ونظامها وعدد التلاميذ والحجرات، وذلك قصد إنجاح “نظام التناوب”.
وإلى ذلك، لفتت نفس المصادر إلى أن مديري المدارس الابتدائية مطالبون وجوبا بتعيين أستاذ واحد لتدريس الفوجين التربويين، أي الفوج التربوي “أ” والفوج التربوي “ب”، حيث سيكون ملزما بتدريس 50 تلميذا في الأسبوع.
وأوضحت مصادرنا بأن الهدف من اعتماد “نظام التناوب” هو مضاعفة عدد الأطفال بأقسام التربية التحضيرية، الذين يمكن استقبالهم في الحجرة الواحدة، شريطة تجسيد إجراءات تكميلية تتعلق أساسا بأهمية تكييف البرنامج الدراسي تكييفا يضمن تحقيق الأهداف التربوية بشكل أكثر كفاءة في وقت أقل، من خلال التركيز على المهارات الأساسية “الأكاديمية والاجتماعية” التي تسمح للأطفال بالتكيف السريع مع برامج التعليم الابتدائي لاحقا، إلى جانب تلبية الحاجات النفسية والاجتماعية من خلال الأنشطة التربوية واللعب الموجه.
وبغية التطبيق الصحيح “للدليل التطبيقي” لمنهج التربية التحضيرية، ميدانيا، والذي سيجسد بالمدارس التي تعمل بنظام الدوامين، أشارت مصادرنا إلى أن الوصاية دعت مفتشي التعليم الابتدائي لمادة اللغة العربية، والذين شاركوا في العملية التكوينية حول مستجدات الدخول المدرسي المقبل المنعقدة يومي 11 و12 سبتمبر الجاري إلى أهمية الانخراط في مسعى تكوين باقي المفتشين في مادتي اللغة العربية والفرنسية يومي 17 و18 منه، إلى جانب تخصيص أيام 19 و20 و21 من نفس الشهر لتكوين أساتذة المدرسة الابتدائية، علاوة على استغلال الأسبوع الأول من الدخول المدرسي للتلاميذ لتكوين مديري المدارس الابتدائية.
وبخصوص سلبيات القرار، أفادت المصادر نفسها بأن تخصيص يومين ونصف دراسة لأقسام التربية التحضيرية لن يحقق الكفاءة المرجوة، خاصة أنها تعد مرحلة تمهيدية للتعلم واكتساب المعارف، وذلك بسبب انقطاع الأطفال في سن صغيرة لا تتجاوز الخمس سنوات عن الدراسة ليومين ونصف.
ومن الناحية الإجراءات والعملية، أوضحت مصادرنا بأن المهمة ستكون صعبة على الأساتذة، والذين سيضطرون إلى تدريس 50 تلميذا في الأسبوع، وتأطير بذلك تلاميذ في سن صغيرة.