هذه حاجيات الجزائر من القمح وخطّة الإنتاج لـ2025
كشف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، عن تحقيق الجزائر نهاية سنة 2025 الاكتفاء الذاتي الكامل والتام في مجال القمح الصلب، على ألا يتم استيراد أي قنطار من الشعير والذرة مستقبلا.
ويعلّق على ذلك رئيس المجلس المهني لشعبة الحبوب، غني بن علي، في إفادة لـ”الشروق” بأن مزارعي شعبة الحبوب قادرون على تحقيق هذا التحدّي حيث تغطّي الجزائر اليوم 80 بالمائة من حاجتها من القمح الصلب، وقادرة في وقت قياسي على تغطية الطلب الوطني من مختلف أشكال القمح والذي يتراوح سنويا بين 22 و24 مليون قنطار قمح صلب وبين 45 و50 مليون قنطار قمح لين و10 و13 مليون قنطار شعير، معتبرا أن كل إضافة خارج هذه الأرقام، تعتبر فائضا.
ويشدّد المتحدّث على أن الحل لتحقيق أرقام إيجابية مستقبلا هو الحرص على نوعية البذور الموفّرة للمزارعين، حيث يعيش الفلاحون اليوم مرحلة التحضير للبذر للموسم الجديد، مع العلم أن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية كانت قد باشرت التحضيرات بشكل استباقي لعام 2025، بداية من شهر أوت المنصرم بتوفير البذور وتحضير المسار التقني، إلا أن المطلوب من الوزارة اليوم ـ يضيف بن علي ـ هو فتح أبواب الاستماع بشكل أوسع مع الفلاحين والمهنيين للاطلاع على أي مشاكل في القطاع وقت حدوثها، ومنع تسببها في المساس بجودة وحجم الإنتاج في موسم الحصاد الصائفة المقبلة.
ويتم إحراز نتائج تفوق التوقّعات، حسب رئيس المجلس المهني لشعبة الحبوب عبر إعادة تكييف البذور وتوفير آليات الإنتاج وتحسين المكننة واتباع المسار التقني الصحيح، وهي الخطوات التي يجسّدها المزارعون بالتنسيق مع مصالح وزارة الفلاحة والتنمية الريفية.
وتتمركز حسب المتحدّث مناطق زراعة الشعير على مستوى الأراضي المالحة على غرار ولايات غليزان وتيارت وسعيدة والبيض والنعامة، وبعض مناطق الهضاب العليا على غرار الجلفة والمسيلة في حين يتم زراعة الذرة الصفراء وهي منتوج حبوب استراتيجي أيضا على مستوى الجنوب لضمان جودتها، مع إمكانية زراعتها ببعض ولايات الشمال ولكن وفق خصوصيات محدّدة.
وأوضح بن علي أن إنتاج القمح، رغم النتائج المفرحة التي حقّقها، لم يكن في المستوى المطلوب هذه السنة ببعض الولايات الغربية على غرار الشلف بسبب الجفاف والرياح الساخنة وهو ما جعل مستوى الإنتاج في الهكتار يقل أحيانا عن 20 قنطارا في الهكتار، في حين أحصى مستويات مقبولة بالمناطق الأخرى حيث بلغ 30 هكتارا للقنطار بالنسبة للقمح الصلب و45 قنطارا في الهكتار بالنسبة للقمح اللين و35 قنطارا للهكتار فيما يخص محصول الشعير، وتجاوز إنتاج القمح الصلب بالولايات الصحراوية النموذجية التي شهدت نجاح المسار التقني كاملا 80 قنطارا في الهكتار محققة أرقاما قياسية أثارت دهشة العالم.
ويدعو المتحدث لتحقيق نتائج أحسن مستقبلا، إلى مرافقة الفلاحين بشكل أوسع بدءا من هذه السنة، وتوفير لهم تسهيلات في اقتناء العتاد، لاسيما تسهيلات إدارية للاستفادة من العتاد الفلاحي أقل من 7 سنوات، والذي صدر القرار التنظيمي المؤطر له في الجريدة الرسمية مؤخرا، مع منح المزيد من التحفيزات البنكية والتسهيلات في القروض، فالقرارات الإدارية أحيانا قد تكون عائقا أمام التسهيلات التي تقرها السلطات العليا، وهو ما يدعو إلى ضرورة بذل الجهود لجعلها تتكيّف معها، يقول بن علي.
كما يلح ممثل منتجي الحبوب على ضرورة تحسين وفرة الحواجز المائية والسقي والمكننة وتوفير آلات حصاد متطوّرة وبذور من نوعية جيدة.