تقنية “الفار” لمواجهة فضائح التحكيم
أعلن رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي، أنه مع بداية الموسم الكروي المقبل سيتم رسميا استخدام تقنية تحكيم الفيديو المساعد “الفار”، في بطولة الرابطة الأولى المحترفة، لوضع حد للأخطاء التحكيمية التي لا طالما صنعت الحدث، وكانت محل جدال كبير لدرجة أنها مست بمصداقية أصحاب البذلة السوداء.
حيث لا يوجد أي فريق لم يتهم الحكام بترتيب المباريات وإعطاء الأفضلية لصالح فرق بعينها على حساب فرق أخرى، مما جعل الكثير من الملاحظين يجزمون أن هذه الأخطاء مقصودة ومتعمدة وليست أخطاء تقديرية، مثلما يحصل لباقي الحكام العالميين.
وأمام هذا الجدل الكبير القائم، جدد رئيس الفاف وليد صادي، خلال الإجتماع الأخير للمكتب الفيدرالي المنعقد يوم الأربعاء الفارط، دعمه المطلق لمشروع تقنية “الفار”، التي عرفت نجاحا خلال المنافسات القارية التي احتضنتها الجزائر على غرار كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين “الشان” وكأس إفريقيا لأقل من 17 سنة، كما أن استعمالها الواسع في الملاعب الأوروبية، بعد أن أثبتت نجاعتها، دفعت بوليد صادي على المراهنة عليها لتحسين مستوى التحكيم الجزائري.
المكتب الفيدرالي يعطي موافقته لاقتناء محطات “الفار”
ففي خلال الاجتماع الأخير للمكتب الفيدرالي صادف أعضائه على مشروع اقتناء محطات الفيديو المساعد للحكام “فار” في إطار برنامج “فور وورد” للإتحاد الدولي لكرة القدم الذي يهدف لتطوير كرة القدم ودعمها حتى تتمكن هذه اللعبة من الوصول إلى كامل إمكاناتها من خلال تمويل تطبيق تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو.
وعليه فإن الإتحاد الجزائري بقيادة صادي عبر عن اهتمامه بهذا البرنامج الذي سيكون بمثابة جرعة أكسيجين لرياضة كرة القدم الجزائرية التي لا تزال تعاني من ويلات الأخطاء التحكيمية التي كان لها الأثر السلبي على العديد من المواجهات وعلى نتائج بعض الأندية، خاصة تلك التي تلعب على الأدوار الأولى أو المعنية بالسقوط.
وبما أن تقنية الفار تحتاج إلى وجود 12 كاميرا على أقل تقدير في الملعب حتى تغطي كل الزوايا التي يمكن للحكام رؤية الحالة من خلالها وإلى غرفة عمليات وفريق عمل مشكل من 3 أو 4 حكام ويعاونهم تقني فيديو، مع وضع شاشة عرض على الأقل لحكم الساحة في مكان واضح حتى يطلع عليها في الملعب إذا احتاج لذلك، فإن دعم “الفيفا” سيكون مرحب به ما دام أنه لن يثقل كهل الإتحاد الجزائري لكرة القدم من الجانب المالي.
ضربة الانطلاقة ستكون مع بداية الموسم الكروي 2025/2024
وكان من المقرر في البداية أن يتم استخدام تقنية “الفار”، بداية من الموسم الحالي في بطولة الرابطة الأولى المحترفة، لكن لأسباب تقنية ومالية أيضا لم يجسد هذا المشروع على أرض الواقع، بالرغم من الدعم الذي قدمه الرئيس السابق جهيد زفيزف.
وعليه وفي ظل المعطيات الجديدة والتغيرات الشاملة التي يسعى الرئيس الجديد وليد صادي القيام بها لتطوير مستوى رياضة كرة القدم الجزائرية، فإنه يراهن على هذه التقنية التي استعملت لأول مرة خلال مونديال روسيا 2018، لإعطاء صورة عصرية ومتطورة للكرة الجزائرية، ولتسويق منافسة بطولة الرابطة الأولى المحترفة التي تضم حاليا 16 فريقا خارج الحدود الجزائرية.
وإن لم يتم بعد تحديد وبصفة نهائية، موعد إعطاء ضربة الانطلاقة للموسم الكروي 2024/2025 إلا أن تقنية “الفار” ستكون هذه المرة في الموعد لمرافقة الحكام في عملهم.
تنصيب لجنة مختلطة تتكفل بمعاينة الملاعب في إطار إدخال تقنية “الفار”
ومن أجل تجسيد هذه الفكرة في الميدان سيتم تنصيب لجنة مختلطة تتكفل بمعاينة الملاعب في إطار إدخال تقنية “الفار” يترأسها المدير الوطني للتحكيم مهدي عبيد شارف.
وكان الرئيس السابق للجنة الفيدرالية للتحكيم، محمد بيشاري أول من ناد بضرورة استخدام الفار في مطلع سنة 2022، وهو النهج الذي سار عليه مواطنه جمال حمودي الذي خلفه على رأس هذه الهيئة. لكن مع قدوم وليد صادي فضل هذا الأخير أن يجعل من التحكيم من بين أولوياته، وراهن في ذلك على الحكم الدولي عبيد شارف الذي سيشرف على لجنة مختلطة تضم حكاما وممثلي مؤسسة التلفزيون الجزائري، مهمتها معاينة ملاعب كرة القدم أندية النخبة، قصد تقييم عملية استخدام تقنية “الفار” في كل منشأة رياضية.
وبما أن العديد من الملاعب بنيت خلال العهدة الاستعمارية ولا تستوفي شروط استعمال تقنية “الفار” فإن بعض الأندية قد تكون مدعوة إلى الاستقبال خارج قواعدها.