رئيس الجمهورية عازم على تجسيد إصلاح شامل للدولة
أكد الوزير الأول نذير العرباوي، أن رئيس الجمهورية له إرادة قوية لتجسيد إصلاح شامل للدولة بكل فروعِهَا ومؤسسَاتِها.
وجاء ذلك في كلمة للوزير الأول، على هامش إشرافه على حفل تخرج الدفعة الـ52 للمدرسة الوطنية للإدارة، هذا فحواها:
حقيقة، أَشْعُرُ بِالسَّعَادَةِ وَشَرَفِ أَنْ أُشْرِفَ اليومَ عَلَى حَفْلِ تَخَرُّجِ الدُفْعَةِ الثَانيةِ والخمسِين للمدرسَةِ الوطنيَةِ للإِدَارَة. حَدَثٌ يُمَثِّلُ مَحَطَةً أَسَاسِيَةً فِي حَيَاةِ الطَلَبَةِ. لِمَا يُجَسِّدُهُ مِن قِيَمِ التَفَانِي والجُهْدِ والتَطَّلُعِ إلى الخِدمَةِ العُمُومِيَة وأَدَاء الوَاجِبِ الّتِي تُكَرِسُهَا هذه المُؤَسَسَةُ العَرِيقَة.
إِنَّ تَخَرُجَ هذهِ الدُفعةِ يَأْتِي فيِ الوقتِ الّذِي تُجسِّدُ فيهِ بِلَادُنَا، تحتَ قيادةِ رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. خَيَارَهَا الاستِرَاتِيجِي فِي تَسرِيعِ تَحَوُّلِهَا الاقتصادي والاجتماعي. مُعْتَمِدَةً في ذلكَ على مواهِبِ أَبْنَائِهَا ورَأْسِمَالِهَا البَشَرِي. الّذِي يَتَعَيَّنُ اليَومَ وَغَدًا ودَائمًا، تَعْزِيزُهُ وتَطويرُهُ وتَثْمينُه بِشكلٍ طَمُوحِ. وَأَسْرَع وأعلَى وأبعدْ، لِتحقيقِ التَّقَدُمِ الاقتصادي والاجتماعي والإنساني.
وأَوَدُّ الإشَارَةَ إلَى الإِرادةِ القوِيَةِ التِي تَحْدُو السيد رئيس الجمهورية من أجلِ التجسيدِ الكاملِ للمَشْرُوعِ الطَمُوحِ. الذِّي يهدفُ إلى إِحداثِ إصلاحٍ شاملٍ للدولة بكل فروعِهَا ومؤسسَاتِها (الالتزام 3). والتشديدِ باستمرارٍ على أهميةِ التكفلِ الأمثَلِ بالمورِدِ البَشَرِي، وخاصةً الفئةَ الشبَابِيةَ.
بالإضافة إلى القراراتِ الهامة التي اِتَخَذَهَا السيد رئيس الجمهورية من أجل ترقيةِ الظروفِ المِهَنِيَةِ والاجتماعيةِ للمُوَظَفِين العُمُومِيِّين. من خلال تعزيزِ العدالَةِ الجبائية. وتَثمينِ الأجورِ ومُراجَعَةِ القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية لشرائح واسعةٍ من الموظفين العموميين.
بناتي وأبنائي ،
لقد اِخْتَرْتُمْ تَسْمِيَةَ دُفْعَتِكُم باسم أحدِ أبطالِ الثورةِ التَحريريةِ المجيدةِ، المُجَاهِدْ “العقيد يوسف الخطيب”. القائدُ السابق للوِلايَةِ التاريخيةِ الرابعة. وذلكَ عِرْفَانًا وإِكْبَارًا لِنِضِالِه ومَوَاقِفِهِ الوَطَنِيَة المَشْهُودَةِ.
وإِذْ أُحَيِّي أفرادَ عائلةِ الفَقيدِ “سي حسان” أدعُو المولَى جلَّ جلالُه أن يُسْكِنَهُ فَسِيحَ جَنَّاتِه وأنْ يُبْقِيَهُ مَصْدَرَ إِلْهَامٍ للأَجْيَالِ المُتَعَاقِبَةِ. لِتَكُونَ خيرَ خَلَفٍ لِخَيْرِ سَلَفٍ، فِي سَبِيلِ خِدْمَةِ الوَطَنِ وَصَوْنِ أَمَانَةِ شَهَدَائِنَا الأَبرَارِ.
بناتي وأبنائي،
أُحَيِّيكُم جَمِيعًا، كَمَا أُحَيِّي أيضًا كُلَّ الَّذِينَ سَاهَمُوا في إِثْرَاءِ مَعَارِفِكُم وتَكْوِينِكِمُ العِلْمِي. لَقَدْ تَقَاسَمْتُمْ تَعْلِيمًا ثَرِيًا بَذَلْتُمْ خِلَالَه جهُودًا وتَحَمَّلْتُم عَنَاءَ البُعْدِ عنِ الأَقَارِب. من أجلِ اكْتِشَافِ أَنماطٍ بيداغُوجيةٍ مُتَنَوِعَةٍ. والاِطِّلَاعِ عَلَى العديدِ منَ المَوَاضِيعِ الّتِي تَتَعَلَقُ بالسِّيَاسَاتِ العُمُومِيَة. والتَّسْيِير العُمُومي والاقتصادِ والماليةِ العَامَة بالإِضافةِ الى القضايَا الداخلية و الإقليميةِ والدولية.
واليومَ وأنتم تَقْطِفُونَ ثِمَارِ الجُهُودِ والتَّضْحِيَاتِ، لَكُمْ مِنِّي جَمِيعًا خَالِصُ التَهَانِي مع جَزِيلِ الشُّكْرِ للأَسَاتِذَةِ. والفِرَقِ البِيدَاغُوجِيةِ والطَاقَمِ الإِدَارِي علَى كَفَاءَتِهِمْ واِلْتِزَامِهِمْ. وسَهَرِهِمْ على الوُقُوفِ إلَى جَانِبِكُم ومُرَافَقَتِكُم. وتَنْظِيمِ مَسَارِ تَكْوِينِكُم وتَرْسِيخِ قِيَمِ الِالْتِزَامِ وثَقَافَةِ الدَّوْلَةِ لَدَيْكُمْ.
إِنَّكُمْ مُقْبِلُونَ، بِالنَّظَرِ لطَبيعةِ مَهَامِكُم وكَفَاءَتِكُم، على مُمَارَسَةِ أكثرِ المِهَنِ أهميةً ونُبْلًا أَلاَ وهِي: الخِدْمَةُ العُمُومِيَةُ، فَكُونُوا فَخُورِينَ بذلِكَ، وَكُونُوا أَهْلًا لَهَا.
وأَدْعُوكُم، خِرِيجِي المدرسةِ الوطنيةِ للإدارة، الجُدُدْ، إلى مُوَاصَلَةِ التَّحَلِي بالمُثَابَرَةِ والإِتْقَانِ والتَضْحِية فِي عملِكُم اليومي. لِتَكُونُوا نَمُوذَجًا للمُوَظَف. مُتَشَبِّعِين بِقِيَمِ العَمَلِ والنَزَاهَةِ والإِخلاَص. معَ الإِدراكِ بأنَّ العَالَمَ أَصبحَ قريةً عالميةً واسِعةً، يَتَنَافَسُ فيهَا الفَاعِلُون الدوليون بِشَرَاسَةٍ، بحثًا عن المصالِحِ و التَأْثِير .
بناتي وأبنائي،
بِمَا أنَّ مسَارَكُم المِهَنِي يبدأُ اليومَ بِتَسَلُّمِ كلِّ واحدٍ مِنكم -ان شاء الله – وَظِيفَتَهُ المُسْتَقْبَلِيَة. أَرَدْتُ أنْ أَتَوقَفَ للحظاتٍ، عند ملاحظَتَيْن أو ثَلاثْ:
يجِبُ أنْ لا تَقْبَعُوا دَاخلَ الأَسوَارِ العَاجِيَةِ في الإدَارَات المركزية، بل كُونُوا دَائِمًا فِي تَوَاصُلٍ مُسْتَمِرٍ مَعَ المُوَاطِنِين وَالمُجْتَمَعِ المَدَنِي. والمُؤَسَسَات. لأَنَّ الحَيَاةَ اليَومِيَة هيَ المِعْيَارُ الحَاسِم لِـقِيَاسِ التَّغْيِيرِ والأَدَاءِ والنَجَاعَةِ والفعالية.
سَوْفَ تُبَاشِرُون مَهَامَكُم لِشُغْلِ مِهَنٍ تَطَوَرَتْ بِشَكْلٍ كَبِيرْ في مُمَارَسَاتِهَا وفي أَدَوَاتِهَا. بِفِعْلِ المُتَطَلَبَاتِ الَّتِي يَفْرِضُهَا العَالَمُ الرَّقْمِي، وَهُوَ مَا يَجْعَلُكُم أَمَامَ حَتْمِيَةِ التَّحَلِّي بِرُوحِ الاِبْتِكَارِ. وجعلِ الإداراتِ أكثرَ انفتاحًا ونَجَاعَةً. وتَحْسِينِ العلاقَةِ بينَ الإِدَارَةِ المركزية والمُوَاطِن في إِطَارِ السَّعْيِ الدَائِمْ إلَى خِدْمَتِهِ وتلبيةِ تَطَلُعَاتِه.
وفي الختامِ، أُجَدِدُ لَكُم التَهَانِي بِمُنَاسَبَةِ تَخَرُجِكُم، مُتَمَنِيًا لَكُمْ السَّعَادَةَ والنَّجَاحَ فِي مَهَامِكُمْ المُسْتَقْبَلِية وفيِ حيَاتِكُم الخَاصَّة.
كمَا أَتَوَجَهُ بِخَالِصِ عِبَاراتِ الشُّكْرِ والتَّقْدِير للمدير العام للمدرسة والأَسَاتِذَةِ وكُلِّ الإِطاراتِ والمُوَظَفِين. الّذِين يُسَاهِمُونَ يوميًا في الحِفَاظِ على مَكَانَةِ هذه المُؤَسَسَةِ العَرِيقَةِ. وتَطْوِيرِهَا لِمُوَاصَلَةِ رِسَالَتِهَا النَبِيلَةِ السَّامِيَة أَلَا وهي التَّكْوِينُ الأَمْثَلْ لإِطاراتِ الدولَةِ.