الاميركيون ساعدوا على حسم خيار عادل عبد المهدي رئيسا للعراق
كشف مصدر سياسي رفيع بعضاً من تفاصيل المفاوضات العراقية التي اتخذت مساراً تصاعدياً منذ منتصف آب الماضي، حتى انتخاب رئيس الجمهورية برهم صالح، وتكليف عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة الاتحادية في 2 تشرين الأول الجاري.
وأوضح المصدر أن “معركة عضّ الأصابع” امتدت لنحو أربعة أسابيع بين “تحالف الفتح” (بزعامة هادي العامري) من جهة، والمحور المدعوم أميركياً من جهة أخرى، لافتاً إلى أن المعركة “بدأت فعلياً ليلة رفضت قوى عدة ــ أبرزها حزب الحل ــ بزعامة جمال الكربولي، الانضمام إلى تحالف النواة (مقتدى الصدر ــ حيدر العبادي ــ عمّار الحكيم ــ إياد علاوي)»، والذي أُعلن عنه من فندق بابل في بغداد في 19 آب الماضي.
وفي هذا السياق،هناك نصوص لرسائل عدّة بعث بها كل من ماكغورك والسبهان، بشكل منفصل، إلى قيادات بارزة من أجل التأثير على مواقفها. إحدى تلك الرسائل وصلت إلى هاتف الكربولي من السبهان، ونصّها: “جمال، الذهاب مع الأطراف الأخرى “العامري وحلفائه” يعني وان واي تيكت “بطاقة ذي وجهة واحدة”.
وكشف المصدر نفسه، الذي رافق مجمل الحراك الذي سبق تسمية الرؤساء، أن الأميركيين، إثر تأكّدهم من خسارة حليفهم العبادي لرئاسة الوزراء في جلسة البصرة، ساعدوا على حسم خيار عادل عبد المهدي كرئيس توافقي. وأشار إلى أن تلك الجلسة شهدت ضغوطاً مارستها كتلة الحكمة، بزعامة عمار الحكيم، على تحالف سائرون لمنعه من الظهور في مؤتمر صحافي مشترك مع الفتح للمطالبة باستقالة حكومة العبادي، مضيفاً أن “الحكمة كان يخشى من أن هذا المؤتمر إذا ما حصل فإنه سيعني إعلان تحالف بين الفتح وسائرون، وبالتالي تشكيلهما الكتلة الأكبر من دون الحاجة للحكمة أو الأطراف الأخرى التي حضرت اجتماع فندق بابل”.