واشنطن تنفي الطلب من حلفائها الأوروبيين وقف شراء الغاز الروسي
قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، أمس، إن بلاده ليست مستعدة بعد للتخلي عن موارد الطاقة الروسية.
وأوضح روته، قبل لقائه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده تدعو إلى “التخفيف من اعتمادنا على النفط والغاز الروسيين والانتقال لمصادر الطاقة النظيفة”، مضيفاً أنه لا يدعو إلى “وقف موارد الطاقة الروسية اليوم”.
في سياق متصل، وبعد إعلان واشنطن عدم طلبها من حلفائها الأوروبيين حظر وارداتهم من النفط الروسي، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مقترح السلطات البولندية بشأن تسليم طائرات “ميغ 29” الموجودة لديها لأوكرانيا يثير قلقاً لدى حلف الناتو بأسره.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته البريطانية ليز تراس، إن “الإقلاع من القاعدة الأميركية للناتو في ألمانيا باتجاه أجواء أوكرانيا حيث تعمل القوات الجوية الروسية يثير قلقا بالغا لدى حلف الناتو بأسره”.
وتابع: “ولذلك فإن علينا العمل على مسائل محددة… والآن نواصل المشاورات الوثيقة مع بولندا والحلفاء الآخرين في الناتو حول هذه القضية والمشاكل اللوجيستية المرتبطة بها”.
وأكّدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، أنّ “إرسال طائرات إلى أوكرانيا من قاعدة أميركيّة ليس في مصلحة واشنطن وحلف شمال الأطلسي”.
وقالت بساكي: “أعتقد أنّ من الواضح أنك لست بحاجة إلى أن تكون خبيراً عسكرياً لتشرح لماذا لا يكون تحليق طائرة من قاعدة أميركيّة إلى جزء متنازع عليه من بلد حيث توجد حرب، ليس في مصلحتنا، وليس في مصلحة الناتو”.
وأشارت إلى أنه “من أجل نقل الطائرات من بولندا إلى أوكرانيا عن طريق البر، يجب تفكيكها وإعادة تجميعها، ما يتطلّب متخصّصين من ذوي المؤهلات المناسبة”.
وكانت بولندا قد أعلنت عن استعدادها تسليم مقاتلات “ميغ 29” السوفيتية الصنع الموجودة لديها إلى القاعدة الأميركية “رامشتاين” في ألمانيا، لتستخدمها أوكرانيا في مواجهة الجيش الروسي.
على صعيد مواز، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، إنَّ “صواريخ باتريوت الأميركية للدفاع الجوي وصلت إلى بولندا ونشرها جاء لأغراضٍ دفاعيةٍ بحتةٍ”.
وأضاف أنَّ نشر هذه الصواريخ “يهدف إلى الحفاظ على جديتنا بشأن التزامنا بالمادة 5 من حلف شمال الأطلسي”، التي تنصّ على أن “تعرّض أحد دول الحلف لهجومٍ عسكري هو بمثابة تعرّض جميع دول الحلف لهذا الهجوم”.
وفي أوكرانيا، أفاد مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، بأن كييف طلبت من المستشار الألماني أولاف شولتس المساعدة في تنظيم لقاء مباشر بين زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقال نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني إيغور جوفكفا: “المفاوضات الجادة الوحيدة التي يمكن إجراؤها مع الروس ستكون ممكنة على المستوى الرئاسي، ورئيسي مستعد لذلك”.
وأضاف: “يجب أن يساعدنا الشركاء الدوليون في تنظيم مثل هذا الاجتماع. نحن نتحدث مع المستشار الألماني لتنظيم مثل هذا الاجتماع”، مبدياً انفتاح بلاده لمناقشة المسائل الخلافية مع موسكو.
من جهته، استبعد وزير الخارجية الأوكراني ديمتري كوليبا حدوث اختراقات خلال لقائه المرتقب مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في أنطاليا التركية.