مهرجان وهران للفيلم العربي طبعة للفشل و طاقم تنظيم تحت الصفر !!
مهرجان وهران للفيلم العربي
طبعة للفشل و طاقم تنظيم تحت الصفر !!
الجزء 1 / مراسل فلاش ديسك من وهران
انتهى مهرجان وهران للفيلم العربي في طبعته الـ 11 ، ولم تضع الحرب الباردة أوزارها بين وزير الثقافة و مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام ، بل اشتعلت الحرب و حمي الوطيس ، و صارت أيام المهرجان الدولي المخصص لعروض أفلام الفن السابع ، أشبه بمقدّمة لفيلم طويل و”ساخن” قد يتجاوز درجات الحرارة المناخية في صحرائنا الشاسعة .
منذ البداية لم يكن المناخ مهيّأ لتنظيم طبعة ناجحة ، فالطاقم الذي عوّل عليه محافظ مهرجان وهران للفيلم العربي ابراهيم صديقي ، لم يتعامل مع التظاهرة الفنية الدولية باحترافية ، وبدا منذ اليوم الأول تائها وغير منسجم ، مما سمح للأخطاء الصغيرة أن تكبر ، و للأخطاء الكبيرة أن تتحول إلى خطايا في حق تظاهرة سينمائية يعوّل عليها كثيرا ، كعنوان للنجاح ، و التميّز في الوطن العربي ، لكن الذي حدث هو أنها كانت حدثا ناجحا في خروج ” خصومة الكبار ” إلى العلن ، و متميزا في الفشل ، الفشل في إعطاء صورة طيبة و مشرقة ومشرفة عن الفعل الثقافي في بلدنا ، ورغم أن التظاهرة منظمة تحت رعاية رئيس الجمهورية ، ورغم أنها وصلت طبعتها 11 ، ورغم أن الطاقم الاداري يتكون من صحفيين ومثقفين وجامعيين إلا أن “الفوضى” كانت سيّدة الموقف ، و المهزلة تليق عنوانا لهذا الحدث دون مبالغة !!
طاقم المهرجان …تلك هي المشكلة !!
عندما أسس حمراوي حبيب شوقي (وزير سابق للاتصال – مدير سابق للتلفزيون الجزائري ) مهرجان وهران ، انتقده الكثير من الفنانين الذين تعودوا على حضور الأيام السينمائية بمدينة تبسة التي تحوّلت قبل أن تتوقف الى قبلة للفنانين العرب .لكن سرعان ما خفتت الأصوات الناقدة لقرار حمراوي الذي تمكّن من لفت الأنظار الى المدينة التي يكنّ لها حبّا خاصا في قلبه “وهران”، وهو الحب الذي انعكس بدوره على فعاليات المهرجان منذ طبعته الأولى . وساهمت في نجاح “طبعات حمراوي ” عدة نقاط أهمها وضعه كل إمكانيات التلفزيون العمومي الذي يديره (البشرية والمادية ) في خدمة التظاهرة ، و رهانه على فريق منضبط و محترف في التسيير ، و علاقاته المميّزة بعالم الفنانين (وهو شخص يعشق النجومية و الظهور ) ، و الأموال الضخمة المرصودة للحدث السينمائي (هي الأخرى أسالت حبرا غزيرا حول جدواها ، لكن ليس بهذه الحدّة التي يشهدها المهرجان اليوم ، بسبب ارتفاع أهمية منشورات الفيسبوك امام تراجع مكانة الصحف ومبيعاتها ).
ومنذ ظهور ابراهيم صديقي على رأس مهرجان وهران عام 2015 ، بدا أن الرجل أراد للطبعة 8 أن تكون انطلاقة قوية للحدث ، ولكنّه عوّل على طاقم من الشباب تمكن بشكل كبير من تحويل الحدث إلى “حادث مرور” خطير لم يسلم من انتقادات الصحف والقنوات الخاصة و الفيسبوك (هذا النقد لم يكن متاحا في عهدات حمراوي ، لسوء حظ ابراهيم ) ، ولم تشفع خبرة محافظ المهرجان ابراهيم صديقي في الادارة لتدارك النقص و تطبيب الجراح واسعاف ما يمكن اسعافه ، فالرجل الذي كان مديرا للأخبار بمؤسسة التلفزيون العمومي لأكثر من 6 سنوات ، وله مكانته في المشهد الثقافي الجزائري والعربي بصفته شاعرا و عضوا فاعلا في اتحاد الكتاب الجزائريين ، لم يكن منضبطا مع هذا الطاقم الشاب ، وترك لهم الفرصة ليحوّلوا المهرجان الدولي إلى مرتع لنزواتهم و رغباتهم ، بل وصل الأمر به إلى عدم التدخّل في خيارات من عيّنه مديرا فنيّا للمهرجان ، واسمه م.ع ، هذا الصحفي بجريدة الخبر الذي عيّنه في منصب حساس لا لشيء إلا لأنه عاش بضعة سنوات في دولة مصر ، ولم يكن من مفرّ أمام السيد المحافظ إلا تعيين هذا الصحفي نتيجة ما بدأ يكتبه ضد التظاهرة الفنية ، وهنا كان لابدّ من “ترويض الأصوات المعارضة ” الأسلوب الذي اتبعه ابراهيم صديقي مع م.ع من جريدة الخبر اليومية ، ومع ف.ش من جريدة الفجر اليومية حين عيّنه مدير الإعلام في التظاهرة ، التي كان يفترض أن يعوّل في تشكيل طاقمها على الاحتراف و الانتساب لعالم السينما وليس لمجرّد نشر هؤلاء لبضعة مقالات تهاجم المهرجان أو وزير الثقافة أو المحيطين به .
منظمون …لكنهم شعراء !!
لقد بات تواجد أشخاص لا علاقة لهم بالسينما السمة الغالبة على مسيّري المهرجان ، وصار ضيوف الجزائر من الفنانين العرب هم أولئك الذين يأتي بهم م.ع بمساعدة من صديقه الايريتيري أ.م الذي عرفه ايام الدراسة الجامعية في مصر .وبات أيضا الطاقم الإعلامي الوافد من خارج حدود الجزائر ، يخضع لمصالح المدير الاعلامي للمهرجان ف.ش ، وتحت شعار ” حكلي نحكلك ” يتم انتقاء الصحفيين ممن يضمنون لأفراد الطاقم دعوات لحضور تظاهرات سينمائية في دول شقيقة ، وهو أسلوب فضحته صور هؤلاء في مختلف التظاهرات السينمائية خارج الوطن ، نشروها في الفيسبوك غير آبهين بانتقادات السينمائيين الذين يرون في افراد الطاقم دخلاء على الفن السابع ، و أنهم أستولوا على أماكنهم في مقدمة التنظيم .
لقد جمع ابراهيم صديقي من حوله عددا من الشعراء من أصدقائه صاروا منظمين مساعدين له ، نذكر منهم :
ب . م(صحفي بجريدة الشعب – مسؤول اللوجستيك في التظاهرة )
ع . ف (صحفية بالتلفزيون الجزائري – عضو منظم خلال الطبعة 8 انسحبت لاحقا )
ر . ر ( رئيس التحرير بالشروق نيوز – عضو منظم بمهام مختلفة )
ع . م (صحفي بالتفزيون الجزائري –عضو منظم خلال الطبعة 8 و 9 ، انسحب لاحقا )
ع . ص (صحفي بالاذاعة الوطنية – كاتب مقالات في موقع المهرجان ومدافع شرس عن وزير الثقافة عزالدين ميهوبي )
أ . ز ( مدير مؤسسة البيت – ناشر لمنشورات المهرجان – وهو غائب عن الأنظار منذ الطبعة 10 لأسباب سنعود اليها في موضوع مستقل .(!!
ب . ح ( مصحح لغوي لمنشورات المهرجان – غاب عن الطبعة 11 بسبب استفادته من رحلة شعرية مدفوعة التكاليف الى فرنسا وأصيب هناك بأزمة قلبية)
و يضاف إلى هؤلاء عدد آخر من الصحفيين و المقربين من المدير الفني و الإعلامي اغلبهم من الجنس اللطيف .
لقد ساهم ابراهيم صدّيقي بشكل أو بآخر في حصول هؤلاء على وظائف ، أو مساعدات متعلقة بالتدخّل لتسوية بعض مشاكلهم العالقة وهو ما جعل هؤلاء يتمسكون بالرجل ، ويضمنون له الولاء (ظاهريا على الأقل ) ، وباستثناء من انسحب من التظاهرة بسبب خلافات مع وزير الثقافة الحالي ،أو من انسحب بسبب ارتباطات مهنية أخرى أو لقلة الأجرة المحصّل عليها مقابل الأتعاب ، فإن “الشلة” الباقية كانت تجد في التظاهرة السنوية فرصة لاستضافة الأصدقاء والخلاّن و الخليلات ، و توظيف المقربين ، وجلب الأشقاء و كراء السيارات و فتح الباب أمام المؤسسات الخاصة للاغتراف من الريع .
لقد شكّلت التظاهرة السينمائية موعدا أمام الكثير من ” المشامشية ” من أصحاب المؤسسات الخاصة و رجال الأعمال ، ولكلّ واحد منهم هدفه ومبتغاه في هذا الحدث ، وطبعا فإن الأهداف و المبتغيات لم تكن أبدا تصب في الصالح العام بل الخاص ولعلّ أهم اسم تم تداوله هو ” ع ” رجل أعمال شاب يدير وكالة سياحية بباتنة .
و إضافة إلى شلّة الشعراء ، فإن الغاوين كانوا الأهم في طاقم التنظيم ، و نذكر منهم:
ج . م الذي يقول إنه مخرج سينمائي رغم أنه لم يخرج أي عمل سينمائي .
ف . م ، صحفي سابق في جريدة الوطن المفرنسة ، وهو إعلامي يشتغل في موقع ” كل شيء عن الجزائر ” ، يقول عنه زملاؤه ” في كل محضر يحضر “، وهو الموظف الدائم في التظاهرات الفنية الكبرى.
الفنان ح . ب ، وهو المنسق العام للتظاهرة ، والذي يتساءل الكثيرون عن دوره الحقيقي في التظاهرة و أدائه غير المقنع فماذا ينسّق هذا الفنان القادم من “دورية نحو الشرق” و “مدرسة ألحان و شباب ” .
مسؤول الإدارة والمالية ع.آ ، هذا هو رجل ثقة محافظ المهرجان ،على جميع المستويات المادية والمعنوية ، و هو “العقل المسيّر ” للحسابات المالية للتظاهرة ، ولكن ما يعاب عليه بشكل كبير هو اسرافه في تنازل ” قازوز فرانسا ” حتى أن الضيوف المهرجان قدموا ملاحظات عديدة وتقارير سلبية عنه للسيد المحافظ ، ولكنه لم يفرّط في رجل ثقته الذي جاء معه ، ومن المؤكد أنه سيغادر المكان معه .
لقد كان الرهان خاسرا على أسماء صحفية و ثقافية وادارية لا تتقن التعامل من الآخر ، ولسنا هنا بصدد الدخول في تفاصيل كثيرة تتعلق بسوء ضبط برنامج عروض الأفلام ، سوء التعامل مع الضيوف ، سوء تحضير حفلي الافتتاح و الاختتام ، سوء التنشيط الذي حوّل التظاهرة الى محل انتقاد و استياء الملايين ، رغم أنها استهلكت مئات الملايين من السنتيمات .
ما الذي قدّمه الفنان حسان كشاش و الفنانة سارة لعلامة للحفل الافتتاحي كمنشطين سوى البهدلة و السخرية من الجزائر التي “لم تنجب منشطا يحمّر الوجه ” ؟؟
بن تركي – ميهوبي …أم المعارك !!
وسواء بقي ابراهيم صديقي أو رحل عن التظاهرة ، فإن من المؤكد حسب المؤشرات أن الطبعة 12 ، لن تشهد في السنة المقبلة بقاء أحد من الاثنين في منصبه : لخضر بن تركي على رأس الديوان الوطني للثقافة والإعلام ، أو عزالدين ميهوبي وزير الثقافة .
لقد أشعل مهرجان وهران الحرب بشكل واضح للعيان بين الرجلين ، و لكل منهما مريدون يدافعون عنهما ، فمن هم مريدو مهرجان وهران الحقيقيين المدافعين عنه كواجهة حقيقية للثقافة السينمائية و للثقافة السياحية لبلد لا ينام الا ليصحو على فضائح أكثر ، وصراعات بين المسؤولين لا تنفع الجزائر في شيء !!
وإذا كنا تحدثنا في هذه الحلقة عن أغلبية أفراد طاقم المهرجان الذي ساهم في فشل العرس الفني في وهران ، فإننا سنتطرق في الحلقة المقبلة ،لأمور أخرى ، تتعلّق بالتظاهرة الفنية الأكثر إثارة في الجزائر !!
للموضوع بقية