عودة التوتر بين المغرب وإسبانيا بسبب الصحراء والاتحاد الأوروبيّ
عاد التوتر الدبلوماسي بين المغرب واسبانيا أمس، إلى الواجهة بسبب نزاع الصحراء الغربية، وهذا يدل على فشل الوساطة الفرنسية في رأب الصدع بين البلدين.
ونجحت إسبانيا في جر الاتحاد الأوروبي وراءها في الأزمة التي نشبت بينها وبين المغرب في أعقاب استقبالها زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي للعلاج من فيروس كورونا، وكيف ردّ المغرب بالسماح لمواطنيه بالآلاف بالدخول الى الجيب الإسباني سبتة منتصف شهر أيار الماضي.
وسيصدر البرلمان الأوروبي بياناً يحمّل فيه المغرب مسؤولية الأزمة الحالية لأنه احتجّ على «عمل إنساني» لمدريد باستقبال رئيس البوليساريو إبراهيم غالي للعلاج، ويتحدث البيان عن أن الأزمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي وليس فقط مع اسبانيا نظراً لعضوية إسبانيا في التكتل الأوروبي.
والجديد في الأزمة هو التصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونساليس في برلمان بلادها وتناولتها الوكالات الدولية، إذ رفضت الضغط المغربي لكي تقوم حكومة مدريد بتغيير موقفها من الصحراء، وفي ردها على أجوبة النواب، قالت «موقف إسبانيا فيما يتعلق بالصحراء هو سياسة دولة، ولهذا فهو ثابت، هذه الحكومة لم تغيره وبصراحة لن تغيره، لأنها ترتكز على مبادئ غير قابلة للتصرف مثل الدفاع عن التعددية واحترام الشرعية الدولية، وهما ركيزتا العمل الأجنبي. موقف إسبانيا لا يختلف في أي شيء عما جاء في قرارات الأمم المتحدة».
وتطرقت الى الدعم الذي تبديه بلادها لقرارات الأمم المتحدة في نزاع الصحراء، وختمت قولها بـ»هذا هو الموقف الذي تؤيده إسبانيا، هذا ما كان عليه وهذا ما سيكون»، واستعادت مصادقة البرلمان خلال آذار الماضي على قرار يدعم مساعي الأمم المتحدة.
ولم يتأخر الجواب المغربي للردّ على إسبانيا والاتحاد الأوروبي، وانتقد وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة أمس، في ندوة صحافية مع نظيره المجري أن «محاولات إسبانيا إقحام الاتحاد الأوروبي في الملف من باب الهجرة غير النظامية وأن الأزمة ثنائية وسياسية مع إسبانيا، وليست مع الاتحاد الأوروبي»، مؤكداً أن «محاولات إسبانيا هي للتغطية عن المشكل الحقيقي الذي هو موقفها من الصحراء».
ونقلت الجريدة المغربية «هسبرس» أن بوريطة يعتبر التوتر مع إسبانيا ما يزال قائماً ما دامت أسباب الخلاف الأساسيّة موجودة، مشيراً إلى أن «الحل يجب أن يأتي من مدريد التي تسبّبت في هذا التوتر، وليس من الرباط»، على حد تعبيره.
وتوحي عودة الملاسنة العنيفة بين المغرب وإسبانيا وبهذه الحدة إلى فشل الوساطة التي قامت بها فرنسا بين البلدين، وتشدد إسبانيا على عدم التنازل عن موقفها مهما كانت الضغوط التي يمارسها المغرب، ويهدّد الأخير باستحالة عودة العلاقات الى ما كانت عليه إذا لم تتوقف مدريد عما يعتبره «معاداة وحدته الترابية».