جزائريّة

عندما يكتب باديس قدادرة بدمه بدل حبر قلمه …

بسم الله الرحمن الرحيم

مربط القلم باديس قدادرة نحن إلى اين ؟!

لا يختلف اثنان في أن الحراك السياسي الحالي الذي مرت به البلاد يوم 22 فبراير يمثل نوعا من الإستثناء الجميل الذي ينفرد به الشعب الجزائري منذ بداية التأريخ لانتفاضة الخامس من أكتوبر وما قبلها وما بعدها بكثير . ويتفق الجميع أيضا ومهما تباينت رؤاهم ومشاربهم أن الجزائريين واعتمادا على صور ومشاهد خرجة الجمعة قد أعطوا للعالم اجمع أكثر من درس في التعلق بوطنهم وحرصهم الشديد للمحافظة عليه من أي طارئ غير مدروس ، فضلا عما تحلى به الجميع من هدوء ورزانة وحس وطني عال يسمح لهم بتحقيق العلامة الكاملة في الإنضباط وحسن التنظيم واحترام الرأي والرأي الأخر . الملفت للإنتباه أن هذا الشعب الذي استحق العلامة الكاملة في الترفع عن السقوط في المحظور وتفويت الفرصة على المتربصين به شرا وحقدا يظل يمثل الأستثمار أمام الشعوب الأخرى التي لم تحسن إختيار أدوات التغيير فهوت إلى الأسفل وظلت هناك حينا من الزمن ومنها من بقي في الحفرة طويلا !!. أحد الزملاء المتابع لهذا الحراك المتزامن مع ذكرى الأحتفال بيوم الشهيد علق بالقول : (خلاص يمكنني اليوم ان ارتاح أكثر ووطني الغالي أصبح محمولا على أكتاف هذه الفئة الشابة التي راهن الآخرون على انحرافها قلقنت الجميع درسا في الانضباط والوطنية الصادقة) ! صحيح أن مطالب الجميع واحدة وموحدة ولم تخرج عن صيغة إعادة الكلمة الأولى والأخيرة للشعب في تقرير مصير واختيار ممثليه محليا ووطنيا عبر صندوق شفاف بعيدا عن القيل والقال والوصاية الثقيلة التي انهكت كواهل الجميع !! وصحيح أيضا أن الذين خرجوا في الأمس واليوم وقد يعاودون الخروج غدا رددوا نفس الشعارات وعزفوا نفس الألحان التي تصب جميعها في تعلقهم بهذه الجزائر الساكنة في قلوب الجميع والتي تستحق من الجميع أيضا أن يرتقوا بها إلى ذات المكانة العالية التي تستحقها بعيدا عن أشكال التهريج والأنانية وفرض لغة الخشب والكرناف التي جاء ذكرها نشازا غير مستساغ اليوم وغدا. ويظهر من تعدد الآراء والتعاليق حول صور ومضامين هذا الحراك الشعبي أن الأغلبية تنشد التغيير في أكثر من مستوى بداية من شفافية الاختيار ونزاهة الاقتراع وصدق النتائج وحسن التمثيل مع احترام الرأي والرأي الآخر . أحد الأشقاء الذي تابع هذا الحراك عن بعد قال لي بالحرف الواحد: (طوبى لكم ايها الجزأئريين وانتم تقدمون في الأمس للبشرية أعظم ثورة تحرير في العالم .وطوبى لكم وانتم تلجون اليوم مدخل التعدد في الرأي والاقتراع .وطوبى لكم جميعا وانتم تخرجون في مسيرات شعبية عارمة دون أن تقطعوا شجرة أو تغلقوا منفذا أو تعرقلوا حركة ،او تشوهوا مشهدا ) !! وما فهمت من كلام صاحبي أن شعبا في حجم الجزائريين يستحق أكثر من غيره إلى مزيد من الرعاية والعناية والتقدير وكثير من الحرية في اختيار ممثليه في كافة المستويات ،و أن تعود له الكلمة في البداية والنهاية مادام قد كشف بالدليل والبرهان على انه شعب عظيم يستحق أكثر من الحياة. وأستغفر الله .

badis. 257@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى